المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة

The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law

 Home   The Author   Books      Articles       Forum     News  Literary Articles   Syrian Pictures     Content     Contact us

     الاتصال       دليل الموقع          صورسورية         مقالات ادبية            اخبار      اعلن رأيك      مقالات            كتب        الكاتب   الصفحة الأولى

 

 

 

 

 

 

من ثمرات المطابع
إدوار حشوة مؤرخاً ومحللاً


أزمات العرب من منظار عربي!
 

بيروت ـ إدغار صادر


ادوار حشوة، يعرفه قراء "سوراقيا" متنقلاً على أبوابها وزواياها، مفكراً، ومحللاً سياسياً، ناقداً أدبياً، وكاتباً اجتماعياً. وهو في ما أتاه مجرّب حكيم، متبصر، عركه زمانه وعركته السياسة فعاركها عقوداً، وهو في ما كتب ونشر وحاضر، وقف قلبه وقلمه ولسانه على الجهاد في سبيل الحق.
ول إدوار حشوة رفٌ من الكتب المميزة المتميزة في المكتبة العربية، آخرها "التحليل السياسي في قضايا الشرق الأوسط"، صدر في بيروت عن دار جرمانوس.
اذا كان ليس أي من أَخَذ القلم قادرا عليه، فان المفكر، والمحامي، والأديب ادوار حشوة من أصحاب القدرة على نسج الكلام وحياكته في اسلوب سهل ممتنع، يشدك الى متابعة القراءة فلا تملّ من صحبة الكتاب، لأنه لا ينتسب الى مدارس المحاور العربية الرسمية، ولا هو بخدمة اجهزتها، ولا اعلامها، وفي كل تحليل يعرضه ادوار حشوة عليك يوجز الواقع، ثم يبدأ التحليل للحركة السياسية، مزوداً بمعارف سياسية كثيرة لتأكيد نظرته الى أي حدث، وكثيراً ما يستعين بالتاريخ، لأنه يرى ان الأمور تتكرر في الشرق ونظرية "لا يلدغ المرء من جحر مرتين" غير مطبقة عندنا، ولو استفدنا من التاريخ، لما تكرر وقوعنا في الأخطاء عينها.
و"التحليل السياسي في قضايا الشرق الأوسط"، يتضمن بين دفتيه اكثر من خمسين مقالاً ودراسة موزعة على قضايا ذلك الشرق المتعب، المثقل بالأزمات، المكلوم بحكامه، يمرّ عليها قلم ادوار حشوة واحدة واحدة، وقد استلزمت مع صرف المداد، عمق التفكير، ودقة التحليل، يستقرئ الكتب والمحفوظات، يستخلص، يستنتج ويبدي بعدها رأيه الذي هو نتائج التجربة في العمل السياسي والحزبي والعقدي.
في القضية السورية، له في الكتاب 11 مقالاً عن التغيير الديموقراطي في بلاده. وهو يرى ان المعارضة السورية، وقوى المجتمع المدني، ضعيفة وغير قادرة على اي تغيير مع صحة شعارات بعضها وان التاريخ السوري اثبت ان "الجيش" وحده كان وراء التغييرات عبر صراعات تعددياته، او اتفاقها، وما دام ان "الجيش" قد فقد هذه التعددية السياسية بفعل سيطرة "البعث" منفرداً عليه، فان أي تغيير اذا ما حدث سيكون في "البيت البعثي" لأن البدائل الأخرى غير موجودة.
وتتضح الصورة عنده اكثر في مقال "سورية وشعار المرحلة" فهو يرى ان سورية ضحت بالديموقراطية التي كانت تنعم بها، وبالأحزاب المتعددة الاتجاهات، من اجل تحقيق "الوحدة". فكانت هذه هي البداية الخطأ في المشروع الوحدوي.
توقفت مراكز التحريض الوطني عن العمل وتحول الشعب الى قطيع يبحث الحاكمون عن حاجته للطعام وتحولت أحزاب السلطة الى لوحات مرفوعة تعبر عن وجود حياة سياسية كاذبة وتحولت الى ديكور سياسي لتعددية سياسية موجودة على الورق.
ويتابع ادوار حشوة في مقال "الوطن والخريطة السياسية" استخلاصه للوضع السوري بأن سورية ستواجه انقساماً حاداً بين من يريد اقامة "دولة دينية" يحكمها رجال الدين او من يتسلق باسمهم وبين من يريد "دولة ديموقراطية" يدير فيها العقل المجتمع، ويدير رجال الدين المعابد، وفي مقاله "لكي لا تسقط سورية" يقول: "الاجتياح الاجنبي قادم الينا لاعادة ترتيب المنطقة، وأي تأخير في اعداد الجبهة الداخلية هو في صالح الغزاة وان على النظام ان يبدل نظرته، وان يعتبر قضية الدفاع عن الوطن مسألة تخص كل مكونات البلد من سياسية واجتماعية ولا تخص النظام وحده ولا بد من حشد وطني واسع" وفي "حين لا يتبدل شيء يتبدل كل شيء" يرى حشوة ان الدستور الذي أقرته الجمعية التأسيسية عام 1950 هو الأفضل لسورية وتعددياتها وان النظام الشمولي الذي جاء مع الوحدة مع مصر لم يكن خيراً عليها.
في القضية الفلسطينية، وهو عروفٌ بها، سار في طريق الكشف والتتبع والاستشراف اشواطاً بعيدة، بعدما أرسى دعائمه على أسس راسخة من التجربة السياسية. وهو استشرف بوقوع الانقلاب على محمود عباس في مقالة مؤرخة في 21/4/2006 وحدد نقاط الخلاف بين "حماس" و"فتح" وأفتى انها "غير قابلة لأي تسوية". وكان في ما استشرف وحلل على صواب. فالانقلاب وقع وقضي الأمر وأهِلَّ التراب على "مشروع الدولة الفلسطينية".
أما في القضية العراقية، "التي استغرقت القسم الأكبر من الكتاب"، فكان سديد الفكر بعيد الغور. ففي مقال "لاعبو الأوراق على أرض العراق" كتب ادوار حشوة:
"ان حرباً معلنة خارجية ومستمرة ضد العراق، وتستهدف استقراره وأمن الناس فيه، ولقمة عيشهم، واقتصاد البلد، كما يدفع شعبه دماء مئات القتلى يومياً. فالاميركيون يريدون الغاء كافة الامتيازات التي منحت سابقاً لغيرهم في قطاع النفط، ويريدون احتكار النفط العراقي الذي هو اكبر مخزون نفطي في العالم بعد السعودية، وهو بيت القصيد في الغزو الذي كانت اسبابه المعلنة كاذبة.
والحكام العرب، وجدوها فرصة لتفشيل المشروع الأميركاني "لدمقرطة المنطقة" او على الأقل تأخيره، او اثبات عدم جدواه، وتحويل المقاومة العراقية من صراع مع المحتلين الى صراع ديني او عنصري، وهو ايضاً للقضاء على اي مقاومة، او قوة تمنع تطبيق المخططات.
والنظام الاستبدادي يراه في مقال "الكتابة عن العراق وحقول الألغام" انه حوّل بلاد الرافدين الى سجن كبير مسؤول حتماً عن نتائج الحرب لا عن شرعيتها، لأنه حين يتحول الناس الى عبيد ورعايا فان اختراقهم وتخاذلهم امر طبيعي. والنظام الاستبدادي هو مسؤولية فرد وليس مسؤولية "التيار القومي" بدرجة كبيرة. والذين يدعون الى تصفية "التيار القومي" والى المذابح يؤسسون لدولة قمع أخرى، وربما سيخدمون المخطط الصهيوني الذي يريد جواراً عربياً منكسراً، مهزوماً، مقسماً، مختلفاً على الشعارات الطائفية والعنصرية.
في 22/1/2006 ألقى ادوار حشوة محاضرة في الولايات المتحدة ودعا امام عدد من السياسيين والمفكرين والصحافيين الأميركان الى انسحاب من العراق متفق عليه. وأوضح دور شركات النفط في صناعة الحرب، كما كشف وعدد اخطاء الأميركان في حل الجيش العراقي، ومؤسسات الأمن، والسماح بنهب الدولة، والمصارف... ما عدا وزارة النفط!
وللبنان في كتاب ادوار حشوة مطرح وسيع، وعنده ان المحكمة ذات الطابع الدولي هي مثل "قميص عثمان" وادارة تهديد الى ان يتم تجريد "حزب الله" من سلاحه تماماً كما كان هدف انهاء الوجود العسكري الفلسطيني وراء الاحتراب الداخلي سنة 1975 .
وفي مقاله عن "الوطنية اللبنانية" يرى حشوة ان مفهوم الوطن توقف عن التطور منذ الاستقلال على الرغم من مساحة الحرية في النظام الديموقراطي الطوائفي، ولكن بعد الحرب سنة 1975، وبعد انسحاب سورية من لبنان نشأت حركة وطنية وشعبية واعدة، ومن جميع مكونات البلد، تدعو الى تطوير مفهوم الوطن بربطه بالأرض وليس بطوائفها، وعلى هذه الحركة يتوقف استقرار لبنان ويتوقف مصيره.
وهناك مقالات عديدة عن لبنان، وتاريخه، وتاريخ علاقته بسورية والمحيط العربي، كما فيه مقالات عن "حزب الله" ودروس التاريخ، ولبنان في فكر أكرم الحوراني الذي قال ان الوحدة مع لبنان تصنعها القناعات، والمصالح، وحين تنتصر الحرية في سورية وتستعيد القومية العربية محتواها التقدمي الانساني، فان لبنان يأتي الينا بعلمائه، وطوائفه، ومفكريه، ولا نذهب اليه بأي وسيلة قسرية".
ان "التحليل السياسي لقضايا الشرق الأوسط" صفحات مملوءة بما يشبع، ويشهي، وقد شق فيها الجهد، وثقب الفكر، تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ العرب المعاصر، تزدحم فيه الآراء وتتفق على صوابية التحليل والاستشراف. وما اسعف ادوار حشوة في أداء فكره الثاقب وايصال تحليله الدقيق الفاهم، تحكم فريد واستثنائي باللغة العربية، وتطويعها الى أسلوبه السهل الممتنع، وهو على تبسيطه وبساطته يبقى كلمة ملهمة سابغة بناصع البرهان اذ هي انبثقت من عقل واعٍ مستنير

 

 

 

 

Articles

Copyright © 2012 Hachwa
Last modified: 03/19/13 
Hit Counter