المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة

The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law

 Home   The Author   Books      Articles       Forum     News  Literary Articles   Syrian Pictures     Content     Contact us

     الاتصال       دليل الموقع          صورسورية         مقالات ادبية            اخبار      اعلن رأيك      مقالات            كتب        الكاتب   الصفحة الأولى

 

 

 

 

 

 

 

لبنان في فكر أكرم الحوراني

إدوار حشوة

الأمين العام المساعد

لحركة الاشتراكيين العرب في سورية

 

لكي نعرف موقف الزعيم أكرم الحوراني من لبنان لا بد من العودة إلى مذكراته الموثقة  بمحاضر مجلس النواب وبخطاباته المنشورة في الصحف .

بعد الاضراب الستيني في سورية عام 1936 بدمشق وحلب وحمص وحماه يقول الحوراني انه شعر بالحاجة إلى تنظيم سياسي على مستوى العصر والأحداث .

وبعد أن قرأ في مجلة المعرض اللبنانية تفاصيل نشوء الحزب القومي السوري الذي لاحقته السلطات كتب ما يلي :

( كنا نقرأ بالدهشة والاستغراب ظهور حزب في لبنان يقف بهذه الصلابة والجرأة مع ثقافة عالية ودقة في التنظيم ليناضل في سبيل استقلال و وحدة سورية التي كانت هدف المرحلة لجميع القوى الوطنية في سورية ) .

وكتب في مذكراته عن تلك الفترة :

( لقد كان لبنان و لا يزال بحكم موقعه وذكاء أبنائه ورقيهم وأنفتاحهم على حضارة الغرب من أهم المواقع العربية في الشرق يؤثر فيه سياسياً وقومياً وفكرياً واقتصادياً . وكان في تلك الفترة ممراً للاستعمار ومنه عبرت قوات غورو لاحتلال سورية عام 1940 وكان بنظر الرأي العام في سورية مستقراً للاستعمار لذلك أعتبر ظهور هذا الحزب المفاجئ في لبنان آنذاك ضربة لصميم الاستعمار الفرنسي ) .

وقال أن النقطة التي توقف عندها مع مبادئ الحزب السوري القومي هي في عبارة :

( السوريون أمة تامة ) .

وقد قيل له يومئذ أن هذه العبارة مرحلة للانطلاق إلى القومية العربية التي كانت مزيجاً من المشاعر الوطنية و العربية و التراثية .

وقد أصدر الحوراني كمنفذ للحزب السوري القومي الذي انتسب إليه بياناً قال فيه :

( إن الحزب عربي وأن القومية السورية مرحلة لتحقيق الوحدة العربية ) .

ولم يعجب ذلك بعض القيادين ومنهم سعادة فنشأ الخلاف بينهما وأدى إلى حله للحزب في حماه عام 1937 .

وفي هذا المجال يقول أن جماعة ( القومي العربي ) الأرسوزي أصدروا بياناً قالوا فيه ما يؤيد موقف الحوراني : ( سيضطر القائمون على الحزب السوري القومي إلى تعديل موقفهم من القضية العربية تعديلاً جوهرياً وسيرون مصلحة سوريا التي يعملون لها والتي يعتبرونها فوق كل مصلحة تقتضي بأن لا تستقل عن القضية العربية التي بها خلاصنا ) .

كان الحوراني يقول ببساطة : ( يوجد عرب مسلمون ويوجد عرب مسيحيون وليس من الضروري خلق قومية بل في أن تكون القومية العربية ذات مضمون اجتماعي وسياسي وإنساني تحرري ) .

و في حزب الشباب الذي تأسس عام 1938 نقل الحوراني أفكاره عن المحتوى التقدمي
و
الإنساني للقومية العربية فجاء في وثيقة المبادئ الأساسية ما يلي :

القومية العربية إيمان و شعور عميق بعبقرية الأمة العربية الخاصة و عقيدة راسخة بخلود الأمة العربية التي ستسلك طريقها العظيم و تؤدي رسالتها الإنسانية السامية إلى العالمين

سورية جزء لا يتجزأ من الأقطار العربية

لا طائفية و لا مذهبية و لا عنصرية

الشباب هيئة شعبية تعمل على انسجام المجتمع و القضاء على عقابيل القبلية و الإقطاعية
و
الفوارق الطبقية .

رفع مستوى المرأة و تحريرها من قيود الأسر و الجهل و العبودية

تحديد حق ملكية الأرض و توزيعاً توزيعاً عادلاً بين المواطنين

التعليم إلزامي و تحت إشراف الدولة و رقابتها

هذا المحتوى الإنساني و القومي و العلماني في حزب الشباب العربي الوجه هو بنظر الحوراني المحتوى القادر على منع نشوء قوميات صغيرة أنتجتها التجزئة و منها لبنان بالدرجة الأولى .

لقد ركز الحوراني على هذا المحتوى الذي هو وحده يجذب اللبنانيين إلى حاضنتهم القومية العربية و يمنع الانحرافات و يصحح مسيرة العروبة في لبنان و قد أثبتت الأحداث صحة هذا التوجه الوطني .

و قد ذهب الحوراني إلى أبعد من ذلك من خلال كلماته في مجلس النواب عن لبنان .

في جلسة 15/11/1943 قال الحوراني بعد اعتقال السلطات اللبنانية لبشارة الخوري
و
رياض الصلح قادة الاستقلال الوطني و العربي و رفاقهما
و بعد أن خرجت أصوات تنادي بلبنان الصغير الطائفي و بعد أن خرجت أصوات في سورية و لبنان تطالب بعودة الأقضية الأربعة إلى سورية :

( أعلن لإخواننا اللبنانيين أن يضموا إليهم ما اختاروا من الداخل فأي أرض أرادوا ضمها هي أرضهم و بلادهم و أي سكان في هذه البلاد هم أهلهم و إخوانهم لا نعد نحن الواهبين و لا هم الموهوبون , ما كان لبنان في يوم من الأيام أجنبياً بل كان دوماً بلداً مجاهداً عربياً , بل هو البؤرة التي تشع منها أنوار النهضة و اليقظة و الوعي في الشرق العربي منذ أجيال فلا قوميات جديدة في لبنان و لا وطنيات مستحدثة , إن وطننا هو وطنهم و آلامنا هي آلامهم و قضيتنا قضيتهم و لغتنا هي لغتهم و دماؤنا دماؤهم و مصلحتنا مصلحتهم ) .

و في مجلس النواب تحدث الحوراني عن قضية الأقضية الأربعة فقال :

( أصدر الجنرال غورو عام 1920 قراراً بضم مناطق واسعة من سورية للبنان الصغير الذي كان منحصراً بالمناطق الجبلية المسيحية و هذه الأقضية هي عكار و طرابلس و بعلبك و راشيا و جبل عامل و صور و صيدا و قسماً من بيروت ) .

و بعد أن قام بشارة الخوري و رياض الصلح بحركتهما الاستقلالية و انتصرت في 22/11/1943 على فرنسا لم يعد يرتفع في سورية أي صوت يطالب بعودة الأقضية الأربعة إلى سورية بعد أن عبر لبنان في حركته الاستقلالية المظفرة عن هويته العربية و هزم المحاولات المشبوهة التي كانت تريد أن تصبغه بهوية غير عربية ) .

و قد أكد رياض الصلح بعد خروجه من السجن مع بشارة الخوري أن لبنان لن يكون مقراً للاستعمار و لا ممراً إليه ...

هذه هي أفكار الحوراني عن لبنان و كلها تدور حول حريته و عروبته و تؤكد على دوره الريادي في قيادة حركة النهضة العربية , و حين يندمج لبنان مع محيطه العربي مستقلاً و حراً فإن هذا هو الهدف الإستراتيجي و ما عداه من التفاصيل فالوحدة مع لبنان تصنعها القناعات
والمصالح و حين تنتصر الحرية في سورية و تستعيد القومية العربية محتواها التقدمي
والإنساني فإن لبنان يأتي إلينا بعلمائه و طوائفه و مفكريه و لا نذهب إليه بأي وسيلة قسرية ...

و اليوم لبنان يتعثر و تتالى عليه الثورات و التدخل الأجنبي فإن علينا أن نعطيه الشعور بالطمأنينة على حرياته و ديمقراطيته أما الوحدة معه فتأتي من الموقف الوطني فيه و من المصالح بصورة طبيعية لأن أحداً لن يستطيع شطب الجغرافية و التاريخ المشترك و القرارات و المصالح التي ستقودنا إلى تعايش حر بين سورية و لبنان و سيجد مصلحة في الانتماء العربي و يغلق كل الأبواب بوجه النفوذ الأجنبي بكافة أشكاله المعاصرة .

 

 

      

 

 

 

Articles

Copyright © 2012 Hachwa
Last modified: 03/19/13 
Hit Counter