هــل ننتظــر حدثــا كبيــرا
هل ننتظر حدثا كبيرا ؟؟؟
ادوار حشوة : ( كلنا شركاء ) 30/7/2006
الحشود الأ سرائيلية في الجليل الا على وهي بمئات
الدبابات والطائرات والمشاة ثم اختراق المجال الجوي السوري على الساحل ثم الأ جتياح
الكبير في قطاع غزة واعتقال عدد من الوزراء والنواب ثم قصف مركز الحكومة في غزة ثم
التهديدات لايران علنا ثم مطالبة سورية بتسليم خالد مشعل وقادة حما س والا تهامات
المتتالية ضد سورية بانها تاوي ارهابين وتعتدي على حقوق الانسان ... كل هذه الا
جزاء في الصورة يمكن تجميعها سياسيا وتفسيرها فتدل على ان حدثا كبيرا سيقع .
ولأن المنطقة خاضعة للنفوذ الا ميركي فان اللعب فيها حتى من اسرائيل لا يمكن ان يتم
بدون ضوء اخضر اميركي.
هذا الوضع يعني ان الحدث سيتجاوز الصراع العربي الاسرائيلي الى ما هو ابعد وان
التهد يدات تجاوزت مرحلة الضبط الى التنفيذ .
لكل حرب ذريعة او عدة ذرائع قد لا تكون صحيحة ولكنها ضرورية لتبرير الحرب امام
الشعب الذي تقود حكومته الحرب وامام ا لراي العام الذي يراقب.
ولان المنطقة مأزومة وتدور فيها صراعات واضحة ومخفية فان ما هو واضح ان الصراع على
النفط تنقيبا واستثمارا وتسعيرا وتسويقا يبقى هو العلامة الاهم لان من يقعد على
صمامات نفط الشرق الا وسط يمكن ان يتحكم بمصير اقتصاديات العالم .
اضافة الى ذلك فان الحرب العالمية على الارهاب وفرت لمن يعملون على ترتيب المنطقة
فرصا وذرائع اضافية بحجة الدفاع عن حضارة العالم .
واخيرا فان المستنقع العراقي حيث يغرق الا ميركيون فيه مع انهم كانوا ينتظرون
استقبالا شعبيا بالا رز والزهور هو الا خر جعل الخروج من المستنقع بتوسيع دائرة
الاحتلال في المنطقة واحباط قدرتها على الرد من الامور التي في الحروب والسياسة
يمكن الذهاب اليها.
الدول الكبرى مرتاحة لازمة الاميركيين في العراق لانها تريد عن طريق ارباك اميركا
في العالم ان ينتقل هذا العالم من سياسة القطب الواحد الى سياسة تعد د الا قطاب ولو
برئاسة اميركية ولكن عليها ان تشاور الدول الكبرى ولا تنفرد.
كل شعب يتعرض للعدوان عليه ان يتوحد داخليا وسياسيا متناسيا الخلافات لان العدوان
حين يواجهه شعب موحد فان احتمال هزيمته امر لا يجب اسقاطه من الحساب وربما ان
الجبهة الداخلية القوية تستطيع تاخير المخطط المرسوم او افقاده القدرة على
الاستقرار ويبقى في مربع الخطر.
في العراق مر الا حتلال بسهولة وفي ايام لان النظام رفض وخلال اكثر من عشر سنوات من
الحصار ان ينجز وحدة و طنية فاعلة.
ولكن بعد ذلك وحين انجزت مقاومة قوية فان الا حتلال لم يستطع ان يسيطر الا على
مناطق محدودة الى درجة ان الا حتلال يحكم في النهار والشعب يحكم في الليل.
الدرس العراقي يجب الا ستفادة منه بعد تدهور الحالة السياسية باتجاه الصدام.
جبهة وطنية واسعة وحكومة وحدة وطنية حقيقية ومساحات متقابلة من الغفران والتسامح
والحريات لا ستنهاض مراكز التحريض الوطني كلها من اعمال الشجاعة في الحكم والمعارضة
معا ... فهل نذهب الى هذه الوحدة ام سيتكرر مرة ثانية المشهد العراقي ؟
هذا هو السؤال .
ملاحظــة : كتبت المقال بتاريخ 2 تموز وأرسلت لنشرة ( كلنا شركاء) ولكنها لم تصل
بسبب مشاكل في شبكة الانترنت في حينها