زماميـر الخطــر في زمن الحــرب
ادوار حشوة
27/8/2006
بعد أن توقفت الحرب العدوانية على لبنان والتي شهدت أ كثر من 150 غارة يوميا القت
فيها من القنابل ما يزيد عما القته في حرب تشرين , سمعنا في سورية صفارات الا نذار
التجريبية
صفارات الا نذار ضرورية في الحرب لكي يهرع الناس الى الملاجىء التي تكون الدولة قد
اعدتها في كل مناطق التجمع السكني وجهزتها بالماء والكهرباء والهاتف وبعض
المستلزمات الطبية وحليب الا طفال
وهي ضرورية للقوات المسلحة التي لديها وسائل انذار أ خرى , كالرادار الذي ينذر
الجيش بدخول العدو الى اجوائنا او اطلاق الصواريخ فيخرج طيارونا للتصدي وتتحرك
المضادات للعمل.
في الحرب على لبنان كانت صواريخ الكاتيوشا تطلق على اسرائيل حيث السكان في الملا
جىء في حين ان القنابل الا سرائيلية والصواريخ الضخمة كانت تجتاح المناطق اللبنانية
حيث لا ملا جىء تحمي الناس ومن سعوا الى الا قبية في البنايا ت المتعددة الطوابق
لتحميهم دفنوا تحتها ما دامت القنابل من القوة بحيث تسويها بالارض فكانت خسائرهم
اقل كثيرا جدا من خسائرنا .
لذلك وحين الا مر يكون كذلك مع تطور ادوات الحرب , فان ما هو افضل للمدنيين الهرب
الى خارج الا بنية لا الى اقبيتها التي قد تحولهم الى موتى في قبور جما عية .
نحن في سورية ورغم حالة الحرب مع اسرائيل منذ نصف قرن والتي بسببها اعلنا الا حكام
العرفية منذ نصف قرن حتى الآن فاننا لم نقم بانشاء الملا جىء النظامية القوية
والقادرة على الحماية وما كان موجودا تم ردمه او اهماله وتعذر استعماله.
الزمامير لم تعد ذات معنى ما دامت الملا جىء غير موجودة وأ جهزة اطفاء الحرائق
قليلة ومتخلفة الى درجة لا تستطيع فرق الا طفاء ان تنقذ بسلا لمها مواطنا في الطابق
الثالث .
اثناء حرب تشرين وحتى حرب 1967 شاهدنا الناس يصعدون الى الا سطحة للتفرج على
المعارك في الجو بدلا من الا ختباء في الا قبية او كانوا يستظلون بالا شجار او
يذهبون الى برية الله الواسعة فيجدون امانا يرافقهم اعتقاد ديني بان الموت حق والا
نسان اذا حل اجله سيموت بالطيران او النووي او من المرض والقرار هو قرار السماء
وبالتالي لا داعي للخوف ولا الى الملاجىء.
الان الحرب قادمة الينا كما يقول المحللون لذلك علينا قبل الا هتمام بصفارات الا
نذار وصلا حيتها اعداد الملا جىء اولا ثم اعداد فرق
الاطفاء والا نقاذ وتزويدها بالمعدات الللازمة ثم تنظيم الاسعاف عن طريق التطوع
وباعداد كبيرة تغطي كل المناطق الا كثر خطرا .
لقد صرفت سورية اموالا هائلة على قواتها المسلحة وهذا امر حسن ومطلوب ومدعوم شعبيا
ولكن لا بد من صرف جزء منها على الدفاع المدني والا سعاف والا طفاء والملاجىء لان
العمل الدفاعي لا يتجزأ .
ان مسؤولية الحكومة كبيرة في هذا الشأن وعليها قبل اطلاق صفارات الا نذار تأ مين
الملا جىء وفرق الا طفاء والا سعاف والا كان الا مر وكأ نه من باب رفع العتب وترك
الناس الى اقدارهم .
فهل نستعجل انشاء الملاجىء واعداد فرق الا سعاف والا طفاء حتى اذا انطلقت صفارات
الا نذار يذهب الناس الى ملا جىء آمنة لا الى قبور جماعية في الاقبية .... ام نترك
الناس الى اقدارهم هذا هو السؤال .