المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة

The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law

 Home   The Author   Books      Articles       Forum     News  Literary Articles   Syrian Pictures     Content     Contact us

     الاتصال       دليل الموقع          صورسورية         مقالات ادبية            اخبار      اعلن رأيك      مقالات            كتب        الكاتب   الصفحة الأولى

 

 

 

 

 

 

 

حين تفشل السياسة ...

ادوار حشوة : ( كلنا شركاء ) 22/10/2006

على خلاف ما يعتقد بعض المحللين , بأ ن الساحة السياسية في لبنان مقبلة على استقرار ثابت , بعد انسحاب اسرائيل من لبنان وانسحاب سورية وبعد مجىء قوات الا مم المتحدة لمساعدة الجيش اللبناني على استرداد سيادة الدولة على الجنوب وكقوة فصل بين اسرائيل وحزب الله الذي ستتولى الحكومة اللبنانية تجريده من السلاح باليات سياسية لبنانية .

على خلاف ذلك كله اعتقد ان هذا الا ستقرار الا ني مؤقت وهو اشبه باستراحة محارب منه الى حكم وسيادة وسلام مقبل كما يعتقدون .

المنطقة مأزومة سياسيا وعلى ثلا ثة محاور وعرة الا ول في الغرب حيث الملف النووي الا يراني الذي اخترق ممنوعا دوليا لسلاح نووي على زناد عربي او اسلامي و الثاني في الشرق حيث ملف المحكمة الدولية ضد سورية والذي حول الحادث الى اداة للضغط على سورية وتطويعها والغاء دورها في العراق وفلسطين ولبنان .

اما الثالث فهو في لبنان حيث ملف حزب الله الذي يرفض تفكيك بنيته العسكرية والذي يملك القدرة على زعزعة اى استقرار شمالى الليطاني على الا قل ودون ان يصطدم بقوات الا مم المتحدة جنوب الليطاني والتي لاتملك مشروعية التدخل شمالي الليطاني .

وحين يقول الرئيس الفرنسي شيراك ان المهمة المستعجلة هي في تقوية الوضع الداخلي في لبنان قبل صدور قرار المحقق الدولي في قضية الحريري فمعنى ذلك ان هذا التقرير في طريقه لا ستهداف سورية التي سترد عليه بكل الوسائل بما في ذلك اوراقها العد يدة في لبنان واشعال الحرب فيه .

وحين اسرائيل تنشط سياسيا في تحريض الا ميركيين والعالم ضد ايران وضد امداد روسيا لسورية بالسلاح وقطع الغيار لجيشها بحجة ان السلاح يرسل الى حزب الله دون موافقة الروس .

وحين المفاوضات مع ايران تصطدم بتصلب ايراني يرفض اى وقف او رقابة على تخصيب اليورانيوم وتقترب ايران من التحول الى دولة نووية في الشرق الاوسط .

حين يكون المسرح السياسي على هذا الشكل وحين اضافة الى ذلك تتحول حرب المقاومة في العراق الى حرب فعلية من اجل حق تقرير المصير لا ارهابا فان ذلك يعني ان استقرار الحكم في لبنان وفي الشرق الا وسط صار على كف عفريت .

المنطقة الان هي ابعد من اى وقت مضى عن السلام والا من ومرشحة لا نفجارات في مناطق النفط المادة الاهم لحضارة العالم الصناعي والعالم .

ومع فشل الولايات المتحدة الا ميريكية في مخططاتها لنشر الديمقراطية بقوة الا حتلال والفشل في الضغط على اسرائيل لانجاز سلام عادل يقوم على اقامة دولة فلسطينية والا نسحاب من الا راضي العربية المحتلة الى حدود 1967 وفق المبادرة العربية للسلام .

ومع استعصاء الحل السياسي في العراق والذي يقوم على انسحاب اميركي وفق جدول زمني واطلاق سراح المعتقلين والغاء قانون اجتثاث البعث والتمسك بوحدة العراق.

ومع عدم الا قرار بحق ايران في بناء المفاعلات لاغراض سلمية ولو برقابة دولية كما هو الحا ل في دول عديدة في العالم .

ومع فقدان الوعي السياسي في لبنان لتفادي المجابهة مع سورية الى الا تفاق معها وفق شرطي استقلاله وهما { لادولة طائفية في لبنان ولا قاعدة استعمارية فيه تهدد الا من السوري }

ومع تحويل لبنان الى مركز لنفوذ اجنبي اميركى وفرنسي وسعودي مشترك وموجه ضد سورية ومع تحول مقتل الحريري الى ذريعة سياسية ومع فقدان الوعي بضرورة تجاوز الحدث وعدم ارتهان مصير لبنان عليه مهما كانت دوافعه وكائنا من كان وراءه لان مصلحة لبنان هي في اغلاق هذا الملف واعتباره جزءا من الحرب الا هلية التي شهدت احداثا كثيرة مما ثلة وتم تجاوزها وصولا الى سلام الطائف لانه ليس للبنانين مصلحة في استعمال الخارج هذا الحادث لتصفية حسابات اقليمية ضد سورية لا حبا بلبنان ولا بالحريري .

هذا هو الوضع السياسي وهذه هي الا مور الصعبة المطلوبة وحين تفشل السياسة في تحقيق توافق معقول بين المطالب المتنازع عليها فان الحرب تصبح خيارا وحيدا مقبلا وستكون كارثة على العالم كله وتمتد من لبنان الى سورية الى ايران الى كل مناطق النفط الى دول اخرى ما دام مجانين البيت الا بيض مصرين على خيار القوة و الغطرسة التي لا حدود لها والدعم اللا محدود لعدوان اسرائيل .

فهل تنتصر السياسة ام ينتصر معسكر الحرب .. هذا هو السؤال ...؟؟

Articles

Copyright © 2012 Hachwa
Last modified: 03/19/13 
Hit Counter