المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة

The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law

 Home   The Author   Books      Articles       Forum     News  Literary Articles   Syrian Pictures     Content     Contact us

     الاتصال       دليل الموقع          صورسورية         مقالات ادبية            اخبار      اعلن رأيك      مقالات            كتب        الكاتب   الصفحة الأولى

 

 

 

 

 

 

  التطـور في الوطنيــة اللبنانيــة

 ادوار حشوة


ادوار حشوة : ( كلنا شركاء ) 18/12/2006
ميثاق 1943 الذ ي توافق عليه اللبنا نيون لا قتسا م السلطة بين طوائفهم والذي لم يطرأ عليه سوى تعديل بسيط بعد اتفا قية الطائف تضمن ان تكون نسبة الحصص هي النصف لكل من الطرفين المسيحي والمسلم .
هذا الميثاق هو في التحليل السياسي يعني ان لبنا ن هو دولة جميع الطوائف التي وردت اسماؤها في العقد المذكور .
صارت الوطنية اللبنا نية مرتبطة با لدين موزعا الى طوائف ومن خلا ل ذلك تأخذ الطوائف حصصها في السلطة كحق مقدس ..
الذين وضعوا الميثاق في البدا يات لم ينظروا اليه على انه ابدي ودائم لا يمكن تعديله بل هو مؤقت ريثما تعتاد طوائف لبنان على العيش المشترك دون خوف فيتم بعد ذلك تطبيق الدستور الذي ليس فيه أي ذكر للطا ئفية وهو دستور علما ني ومن افضل الدسا تير في المنطقة ويعبر عن وطنية ترتبط بالارض والعيش المشترك في نظام حر وديمقراطي تخرج منه القيادات من صنا ديق الا قتراع وليس من عباءات رجال الدين ولا بسببه .
سورية بعد الا ستقلال دعمت الميثلق اللبنا ني وتنازلت عن حقها في الا قضية التي اقتطعها الا نتداب من سورية وضمها الى لبنا ن في ايلول 1920.
الوطنيون السوريون كانوا يخافون من اقامة دولة طائفية مسيحية في لبنان تخاف من الداخل فتقيم قا عدة للخارج يهدد الا ستقلال السوري لذلك رأ وا ان من الا فضل بقا ء الا قضية الا ربعة مع لبنان وأ كثريتها اسلا مية لكي تقوم دولة مو حدة لجميع الطوائف مقا بل شرطين الا ول ان لا تقوم في لبنان دولة طائفية والثاني أن لايكون فيه قا عدة استعمارية .
اللبنانيون اتفقوا في الميثاق على دولة للجميع وتعهد الرئيس رياض الصلح بالشرط الثاني حين قال غداة الا ستقلال ( لن يكون لبنان ممرا للا ستعمار ولا مقرا له ) .
العلا قات السورية اللبنانية كانت اخوية وحميمه والحدو د\\ كانت شبه رمزية الى ان قامت الجمهورية العربية المتحدة فخاف الرئيس شمعون من التيار الو حدوي فعمل على الانضمام الى حلف بغداد الا مر الذي اعتبرته سورية اخلا لا بشروط استقلال لبنان فكانت وراء الحرب الا هلية عام 1958 الموجهة والمدعومة منها .
توقفت الحرب الا هلية حين اجتمع في شتورة الرئيس عبد الناصر والرئيس فؤاد شهاب واتفقا على عدم دخول لبنان في أي حلف مقابل تعهد سورية باحترام كيان لبنان واستقلا له .
في عام 1975 انفجرت الحرب الا هلية في لبنان نتيجة خلاف د اخلي حول السماح للمقاومة الفلسطينية القيام بعمليا تها ضد اسرائيل دون أي تنسيق مع الجيش اللبنا ني في وقت اغلق كل العرب حدودهم ومنعوا المقاومة من العمل ومع ذلك فانهم دعموا استمرارها من لبنان فكانت مفار قة تدعو للخجل وتسببت في الحرب .
هذه الحرب اريد لها ان يقتتل اللبنانيون ... فريق يؤ يد حرية المقاومة وفريق يريد اجبارها على التنسيق مع الجيش اللبناني وفق اتفا قية القاهرة التي لم يتقيد بها الطرف الفلسطيني.
اخذت الحرب طابعا دينيا مع ان الهد ف منها ليس انتصار فريق على آخر بل انهاء الوجود الفلسطيني المسلح او لكي يصبح كما في كل الدول العربية تحت المراقبة والضبط .
ما هو مؤ كد ان سورية لم تكن مرتا حة لتحول الصراع حول حق المقاومة بالعمل الى حرب دينية ولكن تدخل اسرائيل دفع السوريين الى التدخل العسكري الذي كان سريا في البدايا ت ثم اخذ طابعا علنيا بعد ان استنجد سليمان فرنجية بسورية للتدخل ووقف الا نهيا ر الذي وصلت اليه الا مور .
التدخل السوري اوقف الصراع الديني ومنع تحول لبنان الى قاعدة للنفوذ الصهيوني وا صطدم من اجل ذلك مع الحركة الوطنية والمقاومة التي ارادت انتصارا حاسما على الطرف الا خر في حين ان سورية لم تكن في وارد انتصار أي فريق على آخر لان ذلك يمنع تعايشهما في المستقبل و يؤدي الى تدخل خارجي .
سيطر السوريون على لبنان ما عدا الشريط الحدو دي الذي احتلته اسرائيل ورفضت الا نسحاب منه بموجب القرار 425 الدولي بحجة ان ذلك مرتبط بانسحاب سورية اولا .
وبالمقابل رفض السوريون الا نسحاب وفق اتفاقية الطا ئف الا اذا انسحب الصهاينة \\اولا بموجب القرار الدولي متذرعين بان وجودهم امر تقرره حكومة لبنان . .
المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل كانت في البدايات تضم مقاتلين من كل احزاب الساحة ثم انفردت حركة امل بالمقاومة ثم انفرد حزب الله مدعوما من ايران بالعمل معتمدا على اهالي الجنوب فقط . وحقق ازعا جا مستمرا للمحتل الذي وجد انه يقدم ضحايا ونفقات في لبنان مع انه يعرف ان بقاءه مؤ قت ولذلك لم يقم ببناء المستوطنات في الشريط وعندما سنحت له الفرصة في تفاهم نيسان الذي تم بتنسيق سوري -فرنسي والذي تعهدت المقاومة بموجبه بعدم ضرب المستوطنات مقابل تعهد اسرائيل بعد ضرب القرى اللبنانية قامت اسرائيل بالا نسحاب الكيفي الى الحدو د الدولية بقيت مزارع شبعا محتلة وبحجتها رفض حزب الله تسليم سلا حه للسلطة اللبنا نية ودعمته كل من سورية وايران كورقة ضغط لا جبار اسرائيل على قبول السلام الشامل الذي تنسحب بمو جبه اسرائيل من الجولان .
صار الهدف الا سرائيلي القضاء على الوجود العسكري لحزب الله تماما كما كان الهدف من الحرب الا هلية عا م 1975 انهاء الوجود العسكري الفلسطيني.
في تموز 2006 حاولت اسرائيل بحجة اسر بعض جنودها من الخط الا زرق ان تبدأ حربها ضد حزب الله معتقدة انها تذهب في نزهة الى الهدف فواجهتها صواريخ متطورة امتدت لا الى مستو طنات الحدود بل الى داخل اسرائيل وحين طورت هجومها بالطيران الى تدخل عسكري واجهتها مقاومة عنيدة ومدربة انزلت بها الخسائر فوافقت على القرار الدولي بعد تأ خير لم تستفد منه على الساحة ولم تحقق أي غرض عسكري مهم .
هذه الحرب لم تستهدف دولة لبنا ن بل حزب الله فقط لان الرئيس بوش اشترط على اسرائيل ان لاتضعف الحكومة اللبنا نية كما ان اسرائيل اعلنت انها لا تستهدف سورية فصار وا ضحا ان المطلوب هو انهاء المقاو مة وقد فشل ذلك جزئيا .
وحضرت قوات الفصل الدولية واقا مت حاجزا بين لبنان واسرائيل ولكن حزب الله رفض تسليم سلا حه للدولة بموجب القرار الدولي ولكي يمنع ذلك دفع بقوته الشعبية ضد حكومة يعتقد انها تنسق دوليا لتحقيق هذا الهدف .
السوريون لا يريدون استعجالا لتجريد المقاومة قبل ان يتحقق السلام الشا مل وان يتم استرداد الجولان .
القضية ليست المحكمة الدولية التي هي مجرد ذريعة بل الهدف هو تجريد المقاومة من السلاح وفق القرار الدولي دون ربط ذلك بالسلام الشا مل .
هذه هي قصة لبنان منذ الا ستقلال حتى الا ن فماذا نستنج من هذا التاريخ ؟
نستنتج ان لبنان يعاني من مرض مزمن لان الوطن فيه صار مرتبطا با لا ديان والطوائف لا با لارض .
صارت الطا ئفة هي الوطن وصار المواطن يأ خذ حقوقه من دولة الوطن من خلال حصة طا ئفته وبموافقة رجال دينها .
صار رجا ل الدين ركنا اساس في الدو لة وصا روا قا درين دائما على تفجير البلد لاسباب داخلية او بدفع خارجي .
لم يتطور مفهوم الوطن والموا طنية منذ الا ستقلال حتى الآن رغم مساحة الحرية التي وفرها النظام الديمقراطي الطوائفي .
لم يكن الوطن اولا وارتباط المواطن به مرتبط با لطا ئفة ويدور معها وجودا وعدما.
بعد الا ستقلال لم يستطع اللبنا نيون ان ينتقلوا من نظام الحصص الطا ئفي الى نظام ديمقراطي يعتبر الموا طنين متسا وين دون النظر الى انتماءا تهم وتنبثق السلطة فيه من صنا ديق الا قتراع ولا تأ خذ مشروعيتها لا من الطوائف ولا من الحصص.
في الديمقرا طيات الحديثة لكل مواطن الحق في ان يعتز بدينه وطائفته وعنصره ولكن الولا ء للوطن هو اولا .
نعطي الناس في الديمقراطية حرياتهم الدينية والطائفية ونأ خذ منهم الولاء للوطن وهذه القاعدة لم تفشل وادت في كل العالم الى التعا يش والا ستقرار .
هذ ا التطور لم يتحقق في لبنان لان ميثاق 1943 تحول من اتفاق مؤقت لتجربة التعايش بعد الا ستقلال الى دستور دائم وصار الغاؤه لصالح ديمقراطية صحيحة لا تفرق على اساس الدين او الطا ئفة امرا صعبا وبعضهم اعتبره خطا أ حمر قد يفجر التعا يش .
توقف التطور الديمقراطي بسبب تدخل رجال الدين والما فيات العائلية التي احتكرت حقوق التمثيل لشرائح المجتمع اللبناني وأ نشأت اندية يتخرج منها الحكام وممنوعة على الا خرين .
بعد الا حتلال الا سرائيلي وبعد التجربة السورية في لبنان نشأت في لبنان حركة شعبية وا عدة ومن شبا ب انتموا الى كل الطوائف والا ديان تريد تحقيق التطور الديمقراطي العلما ني الذي يربط الوطن بالا رض لا بديانات ولا طوائف الا رض .
فهل يتحول لبنان الى وطن حقيقي لا الى مزرعة يستغلها الخارج والداخل بيعا وشراء وهل سنشهد تحولا في مفهوم الوطن والمواطنية ام سنظل الوطني الذي هو هدف وجود الدولة ...هذا هو السؤال .


 

Articles

Copyright © 2012 Hachwa
Last modified: 03/19/13 
Hit Counter