|
| |
( الفا شيون والوطن )
ادوار حشوة
سيد القمني كاتب حر ومثقف كبير في مصر اتسمت كتا باته بجرأة افتقدها
المجتمع المصري والعربي , وكتا به الفاشيون والوطن يدل على ان الذين
نشروا الفكر الهجين والغيبي و عززوا ثقافة الطاعة والنفاق الذي تحول
الى نشيد يومي لكل انظمة القمع يواجهون اليوم فكرا متنورا وخارجا
على هذه الثقافة وعمليات التجهيل وشطب تاريخ الوطن 0
نقد العقل العربي هو احد اهتمامات الكاتب 0
عن ثورة يوليو في مصر يقول : ثورة يوليو رفعت كل لا ءات الحرية 000
ارفع رأ سك يا أ خي فقد مضى عهد ا لأ ستبداد لكن في ظل دولة مباحث
ديكتاتورية صارمة لا تقبل خلا فا ولا رأ يا و فرضت الصمت الكا مل حيث
كان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وتم مزج الا شتراكية بالقومية دون
الشعور بأ ي خلل بمزج مبدا تحالف المقهورين في العالم مع مبدأ القومية
العنصري ) 0
وينتقد الحالة العربية ( اننا نطلب من العالم الجد يد بعلمه الحد يث أ ن
يكون تغيره لصالحنا ونحن نجلس نبسمل ونحوقل وأ ننا ننزعج من كون الآ خر
يسعى لصالحه )0
0
ومع انه يقف ضد التعصب القومي الا ن فانه في دراسته عن فلسفة الهيكسوس
في مصر القديمه يعتز بالقومية المصرية فيقول ( ان الحضارة المصرية القديمه
قامت بانتاج الا بداع في الفكر والفن بسبب مساحة الحريات الكاملة )
ويرى ان الهجوم الهيكسوسي البدوي اسس لنظام الوا حدية الا ولى حيث
الديكتا تورية الكاملة حيث ( لا رب ولا فلسفة ولا رأ ي آ خر الا الولاء لمنطق
القبيلة وحده وربها وحده لانه هو ذاتها وقوام استمرارها )
ويندد بالغزو الهيكسوسي معتبرا أ ن حكم الهيكسوس ( اظلم الزمن المصري
فتوقفت مصر عن العطاء بعد أن توحد الجميع في واحد على المستوى الفكري
وسا د الرأي الواحد )0
ثم ينتقل الى التنديد با لهجمة البدوية القبلية النفطية العا تيه على المساحة
الفكرية في مصر الا مر الذي ( أ مكن عودة مناخ الهيكسوس بكل ضراوة
فغاب النقد الفاعل المغير وانتشر الفساد والر شوة وأ صبح للقانون
حد ود مطا طية ولأ ساليب الضبط أ خلا قيات ومقا ييس زئبقية وسا دت
الهيستيريا نتيجة تو سيع مساحة التحر يمات على الفكر لصالح البا شوات
والعمائم وكبار الأ فاقين الأ ما ثل 0)
وينتهي الى اعتبار هذا الغزو الخارجي الذي دمر حضارة مصر هو السبب في
أ زمتها الحالية فيقول (بفلسفة الهيكسوس تلك , حاكمنا أ بو زيد وصادرنا
العشماوي وخليل عبد الكريم , وبها, كفرنا ابداعات عبد الوهاب ونجيب محفوظ
وحولنا كليات الفنون الى كليات نظرية بعد تحريم الموديلات الطبيعية ووسط
هذا الصخب الهيستيري ضاعت الرؤ ية وقبع الأرهاب )0
وفي مو ضوع الدين والسيا سة ومنهج التكفير يقول ( ان ارتباط الدين بالسيا سة
وبالصراع على السلطة والنفوذ وصل الى ا متهان الدين نفسه بل ومزق الأمة )
ويرى أ يضا ( ان خلط اوراق السيا سة بنصوص الدين سيؤدي الى خسائر على
المستويين فاذا خلطنا الدين بالسياسة أ سأ نا الى الدين وعاملناه با نتهازية
واستثمرناه 0)
وينتقد بقوة الداعين الى تد خل الدين في السيا سة ويقول عنهم ( انهم ينادون
بدولة يصبح فيها جهاز السلطة السيا سي هو الدين من وجهة نظرهم وأن يقوموا
هم على شؤونه وكلاء عن رب العباد ومن هنا تصبح قراراتهم مقد سة ويصبح
مجرد المخالفة ولو شكلية مخالفة واعتراضا على الدين والله وان النضا ل ضد
هذه الحالة سيكون نضالا ضد الله )0
أما الطا ئفية فيرى انها كرؤية عنصرية لا تشكل خطرا على الآ خر المخالف لكن
خطرها الما حق على الوطن والناس في هذا الوطن )
ويرى ان الوحدة الوطنية هي اساس هوية المواطن فهوية المسلم المصري هي
مصرية لا افغانية ولا حجا زية وهوية المسيحي المصري هي مصرية لا
اميركية ولا افرنسية 0)
ويعتبر الكاتب ان لمصر ثلاث ثقا فا ت هي المصرية القديمه ثم الثقا فة القبطية
المكتوبة بحروف يونا نية ثم الثقا فة العربية ويرى ان من لا يرى في ثقا فات
مصر السابقة ثقا فة له يعني انه لا يفكر كمصري بل كمستوطن عربي 0
ويركز الكا تب على حركة يوليو العسكرية ( لبست عباءة التيار العروبي القومي
الشا مي لتوسيع مسا حة الزعا مة مع انها بدأ ت تواصلها مع تيار الأ سلام
السيا سي قبل الحركة )0
ويرى ان وشائج الا تصال بين التيارين العروبي والا سلامي السيا سي تقوم على
(بنية تأ سيسية مشتركة في عصب الا يد يو لجيا ذاته فالتعصب سواء للعنصر
القومي العربي عند العروبين او للطائفية الدينية عند الأ سلا مين سمة وا ضحة
أ فصحت في حكومة الجيش عن مفهوم عبادة البطل الفرد المنقذ ) 0
هذه مقتطفات من الكتاب القيم والجريء والذي لا يدور حول المشا كل بل
يتحداها ويضع اسسا جديدة لصالح وطن لا تغتاله الديكتا توريات ولا الفكر الغيبي
الذي يريد اقامة دولة دينية يحكمها رجال الدين الذين يستمدون مشروعية
حكمهم من الله لا من صنا د يق الا قتراع 0
وفي الختام يرى المؤلف ان علينا ان نتأ قلم مع عالم المتغيرات وان نمتلك
ادوات الحضارة الحد يثة لبناء وطن حر وسعيد 00 تحية للسيد القمني من
القلب ولكن على من تقرأ مزاميرك يا قمني هذا هو السؤال 0
8-8-2007
|