المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law Home The Author Books Articles Forum News Literary Articles Syrian Pictures Content Contact us الاتصال دليل الموقع صورسورية مقالات ادبية اخبار اعلن رأيك مقالات كتب الكاتب الصفحة الأولى |
|
القذافي ثا بت اسلامي
ادوار حشوة في ليبيا حراك سياسي جديد, حيث أعلن سيف الأسلام القذافي الذي هو ( ولي عهد المملكة القذافية) ان دستورا جديدا سيصدر وأن هذا الدستور يستند الى ثلاثة ثوابت هي الاسلام والشريعة الأسلامية ومعمر القذافي00 -1-استوقفني التصريح وفكرت أن ان دولة القذافي لم يكن فيها أي دستور بالمعنى القانوني لأن القذافي هو الدستور والقانون وتتغير ما تغير مزاجه فهو مرة وحدوي ومرة افريقي ومرة اسلامي ومرة ضد أميركا ومرات في بيت الطاعة الاميركي 0 هذا الوضع الديكتاتوري لم يفاجئني فالمنطقة العربية حافلة بانظمة مماثلة حولت الدساتير الى ديكورات يمكن نعديلها وتبديلها حسب الطلب وأحيانا قد يكون ذلك عبر استفتاءات شكلية وبنسبة مؤيدين حضروا او لم يحضروا تتجاوز ال99 /بالمئة 00 -2- ثم استوقفني ما قاله سيف الأسلام بما قاله عن ان الاسلام هو ثابت في الدستور ولم افاجأ لان هذا النص ورد في أكثر الدول الأسلامية ويعكس انتماء الأ كثرية للدين الاسلامي0 -3- ثم استوقفني قوله عن أن الشريعة الاسلامية هي ثابت ايضا في الدستور الجديد ومع ذلك لم يفاجئني الامر لان اغلب الدساتير العربية ورد فيها هذا النص كنص عام دون تحديد لنوع الشريعة التي قد تختلف مع اختلاف المذاهب 0 في سورية جرى نقاش سياسي حول هذا النص وانتهى الى توافق سياسي على أن الشريعة الاسلامية هي مصدر اساسي من مصادر التشريع 0 السبب في هذا النص ان سورية منذ الاستقلال لم يصدر عن مجالسها النيابية ولا حكوماتها أي قانون يخالف الشريعة الاسلامية بدون وجود أي الزام دستوري لان الجميع يحترمون الشريعة ولكن النخبة كانت ترفض استخدام الدين في السياسة 0 -4-الامر الأخير الذي استوقفني وأضحكني هو ان يكون شخص معمر القذافي ثابتا دستوريا مساويا في الجوهر وحق الوجود للاسلام والشريعة الأسلامية السمحاء 0 أفهم أن يعطي الدستور للقذافي صلاحيات دستورية فيكون ديكتاتورا او فرعونا او ملكا لمدى الحياة او قائدا للثورة الجماهيرية الاشتراكية الديمقراطية العظمى أما أن ينصبه الدستو ر الأعجوبة نبيا تدور الحياة في ليبيا حول شخصه فهذا الامر خطير وكبير ومضحك في آن واحد ويدل على أن ليبيا النظام لم تتعلم شيئا من دروس التاريخ ولا من التطور العالمي في الحقوق والحريات 0 هذا النظام ما زال يعتقد أن الحياة في ليبيا وربما في الوطن العربي تدور حول شخص القائد وافكاره ويمكن أن يتوقف الكون بدونه وأن لاأحد يستطيع أن يشطفه من الساحة لا نه ولي الله على الأرض 00 حول الوضع في ليبيا سبق أن نشرت في كلنا شركاء مقالا بعنوان ( القذافي يشطح بعيدا ) والذي تحول في حديث له في افريقيا الى داعية اسلامي بعد أن طلق العروبة والا شتراكية وصار في بيت الطاعة الاميركي 0 يومئذ نقلت المقال جميع مواقع المعارضة الليبية في العالم وتلقيت مكالمات هاتفية من معارضين بارزين قالوا لي فيها أن الغارة الاميركية على قصر القذافي لم تكن للا طاحة به بل لانقاذه من انقلاب كان جاهزا 0 في التفاصيل عن ذلك قالوا لي أن الجيش الليبي كان قد انجز اتفاقا على الاطاحة بنظام القذافي وأحس به القذافي وظن أن الاميركين هم من يسعى الى استبداله فاتصل بهم فنفوا علمهم بالامر ونصحوه بان يفرغ جميع المعسكرات من الذخيرة فقام بذلك ونقل الذخائر الى مسافة تبعد 400 ك/م من العاصمة بحيث لم تبق ذخيرة غير مع حرس الحراسة على ابواب المعسكرات 0 الغارة على قصر القذافي لم تكن تستهدفه لانه اعلم بها مسبقا بل كانت للا جهاز على الانقلاب الشديد السرية بحيث يتوقف بعض المتعاونين عن المساهمة خوفا من ان يقال عنهم انهم يسقطون عدوا لاميركا 0 وفعلا انفرط عقد التحاف العسكري ونجح الاميركيون في اعادة غسل القذافي الذي حين قام بانقلابه عام 1961 كان في ليبيا القاعدة الاميركية في(وليس) والتي لو لم يكن الانقلاب بموافقتها لكانت اجهضته 0 واخيرا اعلن القذافي صراحة ندمه وعودته الى بيت الطاعة وسلم الاميركين الاسلحة والبرامج وتم نقله الى موقع الداعية الاسلامي في افريقيا 000 ترى الى متى تستمر حالة الجنون في الساحة العربية والى متى نظل نستخدم الدين في السياسة لحماية الطغاة والقتله والى متى يكتب علينا ان ننتقل من ديكتاتورية العسكر الى ديكتاتورية وكلاء الله على الأرض ومتى سيتنفس هذا الشرق المتعب هواء الحرية وينفتح على العقل والحقوق والحريات ؟ هذا هو السؤال 0 22-9-2007
|
Copyright © 2012
Hachwa
|