المركز العربي للتحليل السياسي - رئيس المركز المحامي ادوار حشوة

The Arabic Center for Political Analysis - President Adwar Hachwa Attorney in Law

 Home   The Author   Books      Articles       Forum     News  Literary Articles   Syrian Pictures     Content     Contact us

     الاتصال       دليل الموقع          صورسورية         مقالات ادبية            اخبار      اعلن رأيك      مقالات            كتب        الكاتب   الصفحة الأولى

 

 

 

 

 

 

لا حرب في الشرق الأوسط

ـ ادوار حشوة

 

المناورات الإسرائيلية بالطيران فوق المتوسط لمسافات بعيدة والتزود بالوقود من الجو تدل على أن ضرب المفاعلات الإيرانية هو أحد الاحتمالات في المنطقة العسكرية .

اسرائيل ولمدة ثلاث سنوات تدربت على ضرب المفاعل العراقي والتدريب لا يعني اقتراب موعد الضرب الذي يحتاج لشروط وظروف بعضها داخلي وبعضها إقليمي وأكثرها دولي .

فأولاً : تدل كل التقارير على أن إيران تحتاج لعدة سنوات لإنتاج قنبلة نووية لأن ما لديها من أجهزة تخصيب اليورانيوم لا يزيد عن خمسة آلاف جهاز طرد في حين أنها تحتاج لأكثر من    / 55 / ألف جهاز طرد مركزي .

ثانياً ـ إن ضرب المفاعلات ومراكز التخصيب المتعددة والمتباعدة عن بعضها في إيران هو أمر لا يمكن أن يحققه هجوم مفاجئ بالطيران لا يأخذ بعين الاعتبار وجود خبراء روس وإمكانية التصدي بالصواريخ والطيران الذي لا يجعل الهجوم مجرد نزهة كما حدث في ضرب المفاعل العراقي أو ما سمي بمركز نووي في سورية .

وثالثاً : إن ضرب المفاعل العراقي احتاج للمرور فوق دول الجوار التي أعطت موافقة ضمنية على ما يبدو يومئذ أما الآن فلا تركيا في وارد الموافقة على ذلك ولا دور الجوار وكل دول الخليج لا تريد صداماً مع إيران .

ورابعاً : إن ضرب المفاعلات الإيرانية يحتاج لبطاقة مرور أميركية ما دام الطيران الإسرائيلي سيعبر إلى إيران فوق مناطق تخضع للرقابة الأميركية من الفضاء ومن القواعد المنتشرة في قطر والبحرين وتركيا والعراق وفي مياه الخليج .

وخامساً : هذه الموافقة من الصعب الحصول عليها الآن في ظروف انتقال السلطة في البيت الأبيض وفي ظروف لا يتوافر فيها رأي عام أميركي يؤيد المزيد من التورط العسكري في العالم ولوجود ضغط شعبي للانسحاب من العراق .

سادساً : إن الاتحاد الأوروبي واليابان وحتى روسيا والصين يريدون حلاً سلمياً يقوم على إغراء إيران بدور إقليمي متميز وتقديم حوافز مالية ومعونات لوقف التخصيب والاكتفاء بإنتاج الطاقة فقط على غرار ما يجري في كوريا الشمالية وعلى ما يبدو فإن إيران تفضل ذلك بديلاً عن الحرب .

وسابعاً . إن كل الدلائل تشير إلى أن هذه العملية ستؤدي إلى حرب إقليمية واسعة في ظل وجود تحالف إيراني ـ سوري ووجود صواريخ حزب الله في لبنان ... والقادرة على زرع الرعب والخراب في إسرائيل وحتى ضرب مفاعلاتها في النقب جزئياً أو كلياً .

وثامناً ـ إن الحرب في منطقة النفط التي هي الأهم والأكثر حيوية للعالم ليست من الأمور التي يمكن تركها لنزق أو خوف إسرائيلي أو لمزاودت سياسية تجري بين الأطراف الإسرائيلية ، والعالم كله مع هذا الارتفاع لأسعار النفط يريد إنتاجاً أكثر وأسعاراً أقل والحرب تأتي بالعكس .

وتاسعاً ـ إن هذه العملية تعطل الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والقائمة على نشر الديمقراطيات في المنطقة وحل القضية الفلسطينية ..

إن احتواء الإرهاب غير ممكن بالعمل العسكري الذي ثبت فشله في العراق وزاد من تصاعد الإرهاب بدلاً من احتوائه الأمر الذي أعطى درساً بأن أولوية العمل السياسي لحل المشاكل هو الأفضل لكل أطراف النزاع الإقليمي والدولي .

عاشراً ـ إذا كانت اسرائيل تسعى إلى تهدئة في غزة لوقف الصواريخ على مستوطناتها والتي أصبحت متطورة الأمر الذي جعلها تفاوض حماس بموافقة أميركية .

وإذا كانت تسعى إلى التفاوض مع سورية عبر تركيا وتعرض تنازلات وانسحابات لم يحدد بعد حجمها .

وإذا كانت تفاوض حزب الله من أجل الجنود المخطوفين .

وتفاوض محمود عباس على الدولة الفلسطينية والمفاوضات حققت أموراً أو تنازلات ما تزال سرية حتى الآن ..

إذا كان كل هذا يحدث فهل من العقل الذهاب إلى إشعال نار حرب دولية ؟

إن كل الدلائل تشير إلى تقدم الحل السياسي الأوروبي العالمي وبالتالي يبدو مستحيلاً وانتحاراً أي خيار مسلح يبعثر دول المنطقة وحدودها ويؤدي إلى أزمة عالمية يصعب ضبطها .

لذلك فإن المناورات الإسرائيلية تبدو في أحسن الظروف عرضاً للقوة لا أكثر واحتمالاً لا يوجد في الساحة الدولية من يعطيه بطاقة مرور .

والسؤال الآن هل سيكون ضغط المعارضة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو والتي تدعو إلى الانفراد في ضرب إيران أقوى من كل حقائق الوضع الدولي .. ؟

هذا هو السؤال ؟؟ ..

 

 

  

Articles

Copyright © 2012 Hachwa
Last modified: 03/19/13 
Hit Counter