التحليل
السياسي للحرب على غزة
ادوار
حشوة
الحرب على
غزة
ليست حربا
اسرائيلية فقط , ولو كانت اسرائيلية فقط لما
رافق
وحشيتها هذا الكم من التعتيم الاعلامي الدولي الذي يترافق مع
بعض
التصريحات التي تدعو الى اعطاء اسرائيل الفرصة لتحقيق ما خططت
له للقضاء
على المقاومة واسقاط دولة غزة وتجريد (الارهابين ) من السلاح 0
وباستقراء
الواقع فان المجتمع الدولي(موحدا) قرر حل النزاع في الشرق
الاوسط
على قاعدة اقامة دولة فلسطينية برعاية عالمية 0
والدول
العربية في كل مبادراتها طالبت بالدولة الفلسطينية والانسحاب من
الاراضي
المحتلة فتلاقت مع التوجه الدولي وبقي ان سورية تريد سلاما
شاملا
يعيد لها اراضيها وابدت استعدادها لمساعدة المجتمع الدولي ووافقت
على اعادة
التفاوض مع اسرائيل عبر الوسيط التركي وابدت استعدادها لكي
تصبح
مباشرة برعاية اميركية كشرط 0
هذه
الحركة السلمية اصطدمت بالانقلاب الذي قاده الاخوان المسلمون في غزة
يقيادة
حماس التي تذرعت لتبرير انقلابها انها ترفض الاعتراف باسرائيل
وايد
الانقلاب منظمة الجهاد التي ترفض الاعتراف وتريد دولة فلسطينية من
النهر الى
البحر 0
بعد هذا
الانقلاب كانت هناك تدخلات عززت موقف حماس وسلطتها
فالسوريون
ليسوا في وارد تأييد أي حل للنزاع دون ان يحصلوا على
حقهم في
الانسحاب من الجولان في صفقة واحدة مع الفلسطينين00
والايرانيون
وجدوها فرصة لامتداد ثورتهم الاسلامية وللحصول على ورقة
ضغط في
صراعهم مع المجتمع الدولي بشأن المفاعل النووي 0
هذا
الاستعصاء السياسي هو الذي قاد الى هذه الحرب على غزة وهي حرب
مدعومة من
الولايات المتحدة والدول الكبرى كلها ومن الدول العربية ايضا
والتي تريد
الخلاص من متطرفي حماس 0
لايمكن ان
يكون قرار هذه الحرب اسرائيليا وبدون بطاقة مرور اميركية
يصعب اقناع
أي مطلع سياسي بالاسباب التي تذرعت بها اسرائيل للحرب 0
فالصواريخ
الفلسطينية ليست بالحجم والكمية والنوعية التي تستلزم حربا
فهذه
الصواريخ وخلال عام 2008 لم تؤد لمقتل أي اسرائيلي وبالتالي فهي
صواريخ
مهمتها ابقاء الساحة ساخنة لاأكثر 00
ثم ان أي
دولة يهددها خطر او ينالها ضرر فان هذا الرد يجب ان يتناسب
مع حجم
الضرر وصواريخ صغيرة لم تقتل احدا ولا هي عديدة لا تستدعي
استخداما
مفرطا لسلاح الرد بحيث يأخذ الامر شكل حرب شاملة وبكل انواع
الاسلحة
وبالجيوش الجرارة 0
وحين يكون
ميدان المعركة مدينة ومنطقة صغيرة تحفل باعلى كثافة سكانية
في العالم
فان احتمال قتل المدنين كبير جدا ومتوقع ومؤكد 000
المشكلة هي في رغبة الولايات المتحدة
والمجتمع الدولي وبعض العرب
في اخضاع
حماس والجهاد لمتطلبات الحل السلمي 000
الهدف الان
هو في اسقاط دولة حماس واضعاف قدرتها المسلحة بحيث
يستأنف
المشروع الدولي طريقه وكذلك العربي 0
من اجل ذلك
يستمر التعتيم الدولي والتجاهل لحجم الظلم والوحشية التي
تطال
المدنين ولا يكون هناك من نجدة دولية او عربية تتجاوز التظاهرات
وبعض
الغذاء 0
هذا الوضع
يجعل اسرائيل قادرة على الاستمرار لفترة طويلة مادام معها
بطاقات
مرور آمنة عربية ودولية 0
اقصى ما
سيصدر عن مجلس الامن بعد ان تدمر اسرائيل كل القوة العسكرية
هو وقف
مشروط لاطلاق النار وانسحاب اسرائيل عن طريق حلول قوات
عربية او
دولية مهمتها اعادة الاستقرار واعادة السلطة الفلسطينية الى غزة
ثم اجراء
انتخابات 0
العرب الان
يتفرجون على المذبحة ولا يبدو انهم يريدون مصالحات فيما بينهم
للوصول الى
موقف موحد وشجاع ليس بالضرورة عسكريا لان في قدرتهم
اذا هددوا
بوقف تصدير النفط ان ينشروا الرعب في كل العالم الذي سيسعى
الى الحل
الشامل والى وقف العدوان 00 فهل يتصالح العرب ؟هذا هو
السؤال 0