لكي لانختلف على شكل الوطن
لا
يجوز أن تطفو على سطح الاحداث في سورية أي خلافات سياسية حول البدائل
لان ذلك ليس من الاولويات التي تتقدم
على
حسم المعركة مع النظام الديكتاتوري لأن ذلك الخلاف خطير ويخيف ويؤخر
وقد يجر تدخلا اجنبيا بحجة مزورة
هي
حمايتنا من بعضنا.
عندما
دعو نا عام 2011 وحين كانت التظاهرات سلمية الى الاتفاق على اعادة
العمل بدستور 1950 البرلماني الذي
توافقت كل شرائح الشعب واحزابه عليه عبر جمعية تأسيسية منتخبة بما في
ذلك الاخوان المسلمون وحزب البعث فذلك
لكي
لايقع مثل هذا الخلاف ولا يكون بامكان احد أن يسرق الحراك الشغبي
الديمقراطي او يحرفه عن الطريق الذي
كان
في البدايات يستهدف تغيير النظام لا اسقاط الدولة
شباب
الثورة في حمص وافقونا على هذا الشكل للوطن وأصدروا منشورا بذلك عمموه
على كل التنسيقيات وربما كانوا
افضل
من المعارضة السياسية التي تقتتل على المناصب قبل سقوط النظام ولم تقدم
لنا مشروعا للمستقبل.
لا
احد يذهب الى انتخابات وحكومة انتقالية مؤقته بدون دستور يحدد سيرها
ويظهر خطها المستقبلي للدول التي ستعترف
اوتساعد سياسيا او عسكريا ومثل هذا الفراغ في الثورة يجعل احتمالات
الخلاف على شكل الوطن والحكم أمرا متوقعا
وطبيعيا لان الناس تتعدد افكارهم وكذلك الاحزاب فيقع الخلاف ويبدأ قتال
الشعارات قبل انجاز قتال النظام.
اعادة
دستور 1950 الديمقراطي يوحد المقاتلين ويمنع الخارج من التدخل من باب
الخلاف على شكل البديل و يكون
ذلك
سببا لزيادة زمن الحرب الداخلية مرة بحجة عدم توحيد المعا رضة
السياسية ومرة بحجة شكل البديل فتزيد معاناة
شعبنا المعتقل والمهجر واللاجئ والجائع والمقتول والمجروح الذي لايمكن
طويلا المراهنة على صبره.
عندما نختار النظام الديمقراطي حيث السلطة تأتي من صناديق الاقتراع
لا من فوهات البنادق فلا أحد يحق له
رفض
النتائج كائنا من كان البديل الذي يخرج من الصندوق ومن لايعجبه
البديل عليه ان يناضل شعبيا لتغييره
في
انتخابات قادمة وهذه هي الديمقراطية.
الامر الهام بعد الاتفاق على دستور مؤقت أن لا نستعجل الانتخابات لان
الاحزاب المقموعة لنصف قرن والاحزاب
الجديدة تحتاج الى فترة تنفس لتنظيم قواعدها لكي يتحقق جو هادئ وبعيد
عن التشنج يمكن للارادة الشعبية من
خلاله
ان تعبر عن تطلعاتها وتمنع أي مسلح او عسكري ان يحدد شكل البلد.
في
سورية 26 دين وملة وطائفة وعنصر و مثل هذا التنوع الذي فرضه التاريخ
لايوجد حامل وطني لتعايشه غير
الديمقراطية التى تحقق المساواة والحرية وتمنع الطغيان وعلى كل الاحزاب
والسياسين ان يحترموا هذا التنوع
لا ان
يقفزوا عليه كما فعل النظام الحالي والذي ادى الى خراب البلد .
نعم
لأي بديل اسلامي او غيره يأتي من صناديق الاقتراع ولا لأي بديل
يأتي بقوة السلاح و هذا هو الخط الوطني
16-12-2012